برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار هو مبادرة بحثية دولية صممت من أجل تطوير العلوم والتكنولوجيا المتعلقة بالاستمطار عبر تقديمه لمنحة مخصصة لدعم فرق مختارة من الباحثين.
نبذة عن برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار
برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار هو مبادرة بحثية عالمية أطلقها سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة بدولة الإمارات العربية المتحدة، وجاء استكمالاً لاستراتيجية الدولة الخاصة بالابتكار وأعمدتها السبعة التي تعد المياه واحدة منها. وصمم البرنامج بهدف تشجيع وتعزيز التقدم العلمي والتقني في مجال الاستمطار، وهو يقدم منحة تبلغ قيمتها 1.5 مليون دولار أمريكي موزعة على 3 سنوات لكل واحد من المقترحات البحثية في مجال الاستمطار بمعدل 550 ألف دولار لكل عام كحدٍ أقصى. ويدير البرنامج المركز الوطني للأرصاد في أبوظبي كجزء من عمله في دعم الأبحاث المتعلقة بالاستمطار.
أهمية البرنامج
وفقاً لتقارير الأمم المتحدة، سيواجه ما يقرب من نصف سكان العالم شحاً كبيراً في المياه بحلول عام 2030. وستشهد البلدان النامية الجزء الأكبر من الزيادة السكانية العالمية، والمتوقع أن تصل إلى ثلاثة مليارات نسمة على مدى العقود الثلاثة المقبلة، ما سيشكل عبئاً كبيراً على الإمدادات المحدودة من المياه الصالحة للشرب. وبالنسبة للمناطق الجافة وشبه الجافة، يوفر الاستمطار حلاً داعماً مجدياً وفعالاً من حيث التكلفة لمصادر إمداد المياه الحالية. ويسمح التطور التكنولوجي الحديث باستخدام تقنية الاستمطار باعتبارها رديفاً هاماً لمصادر المياه الجوفية والمياه الناتجة عن عمليات التحلية، وتسعى دولتنا من خلال برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار إلى تعزيز الابتكار بما يعود بالفائدة على الأجيال القادمة في مواجهة خطر شح المياه.
أمن المياه – التحدي الحرج في المستقبل
ثمة خطر حقيقي يتمثل في إمكانية أن يؤدي تفاقم مشكلة شح المياه إلى اندلاع صراعات مدنية بين الدول. وإذ يشكل أمن المياه أحد المكونات الرئيسية للأمن القومي، تبرز حاجة ملحة لأن تقوم الدول بتعزيز قدراتها المائية من خلال تشجيع البحث والتطوير والاستثمار في التقنيات الجديدة، والحفاظ على الموارد بشكل أكثر كفاءة وإقامة شراكات دولية فعالة.
وعلى الرغم من أن برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار يهدف إلى زيادة هطول الأمطار وتعزيز إمدادات المياه العذبة في دولة الإمارات العربية المتحدة، فإننا نسعى لتحقيق نتائج يمكن تطبيقها بشكل أوسع في البلدان التي قد تستفيد من التقدم في علوم وتكنولوجيا الاستمطار.
إنجازات دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال الاستمطار
بدأت عمليات الاستمطار في دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1990، وتم تطويرها بالتعاون مع عدد من المنظمات مثل المركز الوطني لأبحاث الغلاف الجوي في كولورادو، الولايات المتحدة الأمريكية، ووكالة الفضاء الأمريكية، ناسا. وفي عام 2005، أطلقت دولة الإمارات العربية المتحدة جائزة الإمارات للتميز في تقدم علوم وممارسة تحسين الطقس بالتعاون مع المنظمة العالمية للأرصاد الجوية. وقد أقيمت هذه المسابقة مرة واحدة وتم تعطيلها بعد ذلك. وتم تعديل الجائزة في عام 2016 لتصبح برنامج دولي لبحوث علوم الاستمطار. وتضم دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم أكثر من 60 محطة مترابطة للرصد الجوي، وشبكة رادار متكاملة، خمس طائرات متخصصة لتنفيذ عمليات الاستمطار. وتمتلك دولة الإمارات أول مصنع لإنتاج شعلات تلقيح السحب عالية الجودة في المنطقة وهو "مصنع الإمارات لتحسين الطقس"، وتعد المواد المستخدمة في عمليات الاستمطار بالدولة غير ضارة حيث تعتمد على الأملاح الطبيعية مثل كلوريد البوتاسيوم وكلوريد الصوديوم.